يتشوق كثير من محبي الحياة الفنية وعشاق الفن ونجومه لمعرفة تفاصيل التفاصيل في كواليسها وما يجري، بل إن معظمهم ود لو أن عاش تلك الأجواء التي يظللها في الغالب قوس قزح النجوم والذي حكى عنه صالح جودت في أغنيته الشهيرة بصوتي عبدالوهاب وليلى مراد «الفن». مما يحكيه الشيخ أحمد زكي يماني وردده في مجالسه - شافاه الله – كثيرا الكواليس التي عاشها في حياته الاجتماعية، أنه كان في زيارة إلى ليبيا وتحديدا زيارة الملك إدريس السنوسي في العام 1968 قبل الإطاحة به وكان من ضمن برامج الزيارة الرسمية أن يلتقي الضيف برجل أعمال وملياردير سوداني يعيش في ليبيا وصديق للملك السنوسي، يقول يماني: من بين ضيوف الرجل وهم نخبة من الجاليات الروسية والعربية في ليبيا كانت أم كلثوم وعندما عرفتها على شخصي قائلا: أحمد زكي يماني.. من أين؟ قلت: من مكة المكرمة، وكانت طوال الأمسية تخاطبني بالحاج زكي إلى أن وجدت الفرصة سانحة لأطلب منها مقطعا من «أغدا ألقاك» أغنيتها مع السنباطي والسوداني.. الهادي آدم فاستجابت وشدت بالمذهب بطريقة غير أدائها لها من على المسرح وبطريقة لم يستمع إليها من قبل وتحديدا في مذهب الأغنية التي كانت يومها جديدة تقريبا وكان معها يومها الموسيقي عبده داغر. يقول الشيخ يماني: إنني وفي عز انسجامها وهي تغني نظرت إلى أعلى القصر فإذا بتحلق كبير من ضيوف أجانب على بانوار قبة القصر منبهرين بذلك الصوت الشجي حتى لو لم يفهموا ماذا يقول، عموما شكرتها وعدت إلى الفندق. وفي اليوم التالي حضرت أم كلثوم حفلا رسميا للملك السنوسي وفوجئت بجلوسي إلى يمين الملك فتساءلت.. «إيه حكاية الحاج زكي ده؟ ومن هو»؟ فأجابوها أنه وزير البترول السعودي. ومنذ ذلك اليوم ارتبطت بصداقة معها رحمها الله. وكثيرون هم من سادة المقام الرفيع والمكانة الثقافية والاقتصادية في المنطقة الذين حظوا بالتعامل مع الفن ونجومه من الكواليس وبالقرب من الحياة الاجتماعية للنجوم وبالمقابل كان هناك من أوجدتهم ظروفهم للتعامل مع هؤلاء النجوم. ثم وجدوا أنفسهم فيما بعد أكثر من أصدقاء.